لعِّيبة بتفلس
9 مارس 2012 الساعة 11:23 صباحا
بقلم: خالد بيومي
قرأت تحقيقا أكثر من رائع أمس لجريدة «التحرير» والزملاء الأعزاء فى القسم الرياضى عن أحوال لاعبى كرة القدم المشاركين فى الدورى المصرى، بعيدا عن الناديين الأهلى والزمالك المشاركين فى البطولة الإفريقية والمعسكرات الخارجية، للخروج من حالة الحداد، وإخراج اللاعبين من «الحالة النفسية السيئة»، وهى كلمة هنستخدمها كتير قوى الفترة الجاية لما نلاقى فريق خسر بدل المبررات السابقة.. الأرض.. الحكم.. الجو..
هنقول حاجة جديدة اسمها الحالة النفسية والكلمة ديه اتقالت لما الزمالك لعب الماتش اللى مالوش معنى ولا معالم لكرة القدم الأخير أمام يانج أفريكانز، طبعا الكلام كله معناه الحالة النفسية،
وطبعا كلمة جت فى الوقت المناسب لأندية القمة، ويا ريت يخرجوا من الحالة ديه علشان نشوفهم بيلعبوا زى الأندية الألمانية أو الفرنسية،
ولما لعيبة القمة بإذن الله يخرجوا من الحالة النفسية السيئة قوى قوى نروح نلف وندور على لعيبة أخرى، منهم من هو منهار، أو خلاص هيفتح كشك سجاير، وهتلاقى لعيبة تانية واقفين على النواصى فى الشوارع بتاخد فِردة زى بتاعة زمان على أى حد يعدى، وهتلاقى لعيبة تانية دخلت السجن بتقضى عقوبة الشيكات التى كانوا موقعين عليها، وهتلاقى لعيبة تانية اللى طلق مراته علشان الحالة الاقتصادية، واللى مزاجه عصبى جدا مش عارف يعمل إيه من كل البلاوى اللى عمالة تلاحقه، ونلاقى لعيبة تانية دخلت المصحات النفسية..
يعنى بإذن الله كده علشان السادة المسؤولين.. مصر داخلة على بطالة من نوع تانى، عارفين إيه هى؟ أنا لسة لغاية دلوقتى باتكلم على لعيبة الدرجة الأولى فى الدورى الممتاز، لسه فى لعيبة دورى الدرجة التانية، العقود والفلوس أقل، والعيشة والحياة أصعب، عشان كده امسك وقابل الكوارث اللى جاية علشان نلغى دورى هو مش الدورى الممتاز فقط، لأ ده كمان بأقسامه، يعنى خراب بيوت على كل الأقسام، وده كله ليه علشان إحنا بنخرّج لعيبة القمة من الحالة النفسية السيئة، وكأن مصر هى الأهلى والزمالك وتولع باقى الأندية المصرية.
أصل العيب مش على اللعيبة الغلابة، لكن على بتوع الكورة اللى بيديروها من كل الجوانب، منها السياسى والاقتصادى، وأعتقد أنها لا تمت بصلة إلى الجانب الرياضى، لأنهم مالهمش علاقة بالجانب الرياضى، ده آخر حاجة يفكروا فيها، وهذا هو فعلا الواضح، الكل متجه الآن ناحية اللعيبة السوبر بتوع الكبار، والباقى إن شاء الله يروح النار. ويروح ليه ما هو راح، بنموِّت أكتر من جيل علشان نخرَّج مجموعة من الحالة النفسية..
والله العظيم مصر ديه غلبانة فى كل حاجة، مافيش حد يطلع يقول إن فيه ناس بتموت علشان ناس تانية، الكل خايف من الجماهير بتاعة الناديين الكبار، الكل خايف يفتح بقه علشان المشاهدة، الكل خايف أن يفتحوا النار عليهم فى حاجات تانية، أصل همَّا راسهم مبطوحة، الكل خايف إن الجماهير تعمل حظر على برنامجه، اهتمينا قوى بالكبار وسايبين اللعيبة الغلابة التى قاربت على الإفلاس، والدخول فى نفق مظلم فى كل حياتهم، واحنا حاليا بنفكر نجرى ورا معسكر الزمالك ومعسكر الأهلى هيتمد، وطبعا نروح نشترى الكواليس علشان الجماهير تتابع النجوم الكبار، ويااا رب الباقى يروح فى مصيبة، ما هو مش مصرى هو جاى من بلد تانية وضاربين بطاقات علشان ياخدوا الجنسية المصرية، عارفين على رأى الجمهور المصرى الغلبان، زى اللعيبة بتاعة الأندية التانية..
هاقول فى الآخر «كفاية.. حرام»، بس عندى سؤال: لما يرجع الدورى بإذن الله بعد عمر طويل مين هيخرَّج أكثر من ٥٠ لاعب من الحالة النفسية اللى جات لهم من الخوف والرعب من اتخاذ قرار؟ فى رأيى الشخصى المتواضع عاوزين مستشفى فى حجم العباسية، لأن الحالات هتكتر.. ربنا معاهم ويكون فى عونهم.